ما بعد الطفولة الأولى
لقد أشبعت المدرسة الكثیر من حاجاتي النفسیّة التي ظلّت جائعة في البیت. أصبح ُت أتمتّع بشخصیّة بارزة بین معلّماتي وزملائي. وكان من دواعي سعادتي أ ّن معلّمة اللغة العربیّة كانت تلقي عل ّي أحیانا مھ ّمة تدریس التلمیذات المتخلّفات في القسم. لقد أصبحت المدرسة أح ّب إل ّي من البیت والمكان الأكثر ملاءمة لي. وفي المدرسة عرفت مذاق الصداقة وأحببتھ. كانت رفیقة مقعدي الدراسي تلمیذة في مثل سنّي اسمھا "عنایة النابلسي". وكانت أح ّب صدیقاتي إل ّي وأقربھ ّن إلى نفسي. لم ألتق بعنایة منذ أیّام المدرسة. فلقد تركت نابلس بعد زواجھا في س ّن مب ّكرة. ولكن ھذه الصدبقة لا تزال في زاویة من القلب، لم تغب عن مكانھا أبدا. حین وصلت س ّن البلوغ، كنت قد تعافیت من ح ّمى الملاریا وسعدت بنعمة العافیة. ولفت نظري تفتّح جسدي... خفت وخجلت. وأربكني نم ّو الصدرّالذي أصبح الآن ملحوظا. فكنت أعمل على إخفاء ھذا النم ّو. ورحت أراقب ھذا الأمر كلھ بحیاء شدید كما لو كان ارتكاب ذنب مخجل أستح ّق العقاب من أجلھ. حین وصلت تلك المرحلة من العمر لم أعرف شیئا عن الح ّب، فلم یكن ھذا الموضوع م ّما یتناولھ أفراد الأسرة على مسمع منّا نحن الصغار
استثمار النص
1- النص مقتطف من سیرة ذاتیة. حدّد العلاقة بین الراویة والشخصیّة الرئیسیّة والكاتب.
2- حدّد المرحلة من العمر التي تحكي عنھا الراویة في ھذا النص.
3- لماذا أصبحت الراویة تف ّضل المدرسة على البیت؟
4- اكتشفت الراویة في ھذه المرحلة عالم المشاعر والعواطف. بیّن ذلك من خلال النص.
تركیب
یتط ّرق النص إلى مرحلة حسّاسة من الطفولة. ما ھي وكیف عاشتھا الراویة ؟
