👤

هل يمكنكم مساعدتي من فضلكم
اكتب خطابا حجاجيا تعقب فيه على راي اتهم حضارتنا بالانغلاق وتبين من خلاله ان الحضارة الإسلامية ساهمت في تقدم الأمم وتفاعلت معها ​


Répondre :

Réponse :

Explications :

الاسلام دين التسامح والمحبة والسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بالحنفية السمحة. وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام، فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه الكلمة من حرية ومساواة ومن غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري. والإسلام يدعو إلى الاعتقاد بجميع الدينات، قال الله تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ» (البقرة: 285). والتسامح يعني الاعتراف بالآخر. ويعني في ما يعني الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق والحريات الأساسية للآخرين؛ قيل لرسول الله: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الايمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله». قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال: «السماحة والصبر». وروح السماحة التي تبدو في حُسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية والبر والرحمة والإحسان، من الأمور التي تحتاج إليها الحياة اليومية، ولا يغني فيها قانون ولا قضاء. وفي ترغيب القرآن في البر والإقساط إلى المخالفين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ» (الممتحنة: 8). وفي قول القرآن يصف الأبرار من عباد الله: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» (الإنسان: 8). ولم يكن الأسير حين نزلت الآية إلا من المشركين. وقد روى محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة ومدوِّن مذهبه): أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا؛ ليوزَّع على فقرائهم. هذا على الرغم مما قاساه من أهل مكة من العنت والأذى هو وأصحابه. وقالت أسماء بنت أبي بكر: قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصِلُها؟ قال: نعم، صِلي أمك. وفي قول القرآن يبين أدب المجادلة مع المخالفين: «وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ» (العنكبوت: 46). وتتجلى هذه السماحة كذلك في معاملة الرسول، صلى الله عليه وسلم، لأهل الكتاب؛ يهودًا كانوا أو نصارى، فقد كان يزورهم ويكرمهم، ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، ويأخذ منهم ويعطيهم. ذكر ابن إسحاق في السيرة: أن وفد نجران - وهم من النصارى - لما قدموا على الرسول، صلى الله عليه وسلم، في المدينة، دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: دعوهم، فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. وعقب ابن القيم على هذه القصة فذكر ما فيها من الفقه: جواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين، وتمكين أهل الكتاب من صلاتهم بحضرة المسلمين، وفي مساجدهم أيضًا، إذا كان ذلك عارضًا، ولا يمكنون من اعتياد ذلك. وروى أبو عبيد في الأموال عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تصدق بصدقة على أهل بيت من اليهود، فهي تُجْرَى عليهم. وروى البخاري عن أنس: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، عاد يهوديًّا، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار». وروى البخاري أيضًا: «أن النبي، صلى الله عليه وسلم، مات ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله». وقد كان في وسعه أن يستقرض من أصحابه، وما كانوا لِيَضِنُّوا عليه بشيء، ولكنه أراد أن يُعَلِّم أمته. وقَبِل النبي، صلى الله عليه وسلم، الهدايا من غير المسلمين، واستعان في سلمه وحربه بغير المسلمين، حيث ضمن ولاءهم له، ولم يخش منهم شرًّا ولا كيدًا. ومرت عليه جنازة فقام لها واقفًا، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفسًا؟